الزواج اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات المختلفة.. وفي حالة الرغبة في بناء مجتمع سوي نفسيًا معافى جسديًا يجب توجيه الاهتمام نحو المقبلين على الزواج.. كيف سيتمكنوا من تكوين أسرة صحية، وينجبون أطفالًا معافين.
لذا كان إجبار المقبلين على الزواج على الخضوع لكافة الفحوصات النفسية والجسدية -ومنها تحليل الجينات الوراثية للزوجين- بمثابة حصن يقي المجتمع بالكامل من انتشار العديد من الأمراض الوراثية، والتشوهات النفسية بين الجيل الصاعد.

أهمية إجراء اختبارات ما قبل الزواج 

يعاني 2% إلى 3% من الأطفال المولودين حديثًا من الأمراض الوراثية المنقولة إليهم عبر جينات أحد الأبوين الحامل للمرض، وهو ما يعرض المجتمع إلى تفشي المزيد من الأمراض.
تهدف اختبارات ما قبل الزواج إلى تحليل الجينات الوراثية للزوجين والكشف عن إصابتهم بأمراض ما تؤدي إلى حدوث خلل في المادة الوراثية للخلية، ومدى احتمالية انتقالها للأبناء في المستقبل.
كذلك يمكن الكشف عن بعض الأمراض التي يمكن انتقالها جنسيًا إلى شريك الحياة وطرح الوسائل العلاجية المتاحة قبل اتخاذ قرار الزواج من أجل مساعدة الطرفين على بناء أسرة سليمة صحيًا.

خطوات إجراء تحليل الجينات الوراثية للزوجين 

يجرى تحليل الجينات الوراثية للزوجين عن طريق سحب عينة من الدم وإخضاعها لعدة خطوات تقنية تسهم في الكشف عن وجود خلل ما في الجينات الوراثية عن الحالة الطبيعية السليمة التي من المفترض أن تكون عليها.
عادةً ما يكون الخلل مؤشرًا للإصابة بمرض وراثي، فلكل مرض جين معين يدل على الإصابة به.

مثال توضيحي: في حال الإصابة بمرض أنيميا الدم المنجلية سيظهر ذلك خلال تحليل الجينات الوراثية للزوجين على هيئة خلل في جين ما، وفي حال الإصابة بمرض السكري الوراثي سيظهر الخلل في جين آخر مختلف.
عند إجراء الفحص، يهتم الأطباء بتتبع الجين المسؤول عن المرض الوراثي الذي تعانيه أسرة كلا الطرفين أو تكثر الإصابة به بين أفرادها.

نتائج وإسهامات فحوصات ما قبل الزواج في الحد من انتشار الأمراض 

قد يبدو الأمر روتينًا للبعض، ولم يعبء الكثيرون إلى تلك الفحوصات إلا أنها كشفت عن حالات عدة مصابة بأمراض جنسية أو وراثية دون أن يدركها المصابون أنفسهم أو شركائهم المستقبليين وساعدتهم على تلقي العلاج أو أشارت إليهم بما ينبغي فعله لوقاية أطفالهم في المستقبل من مخاطر الإصابة.

 

 

تقنية الحقن المجهري.. خطوة جديدة لحماية أطفالنا من الأمراض الوراثية 

في حال إجراء الفحص وثبوت وجود تشوه جيني ما قد ينقل إلى الأطفال في المستقبل ماذا سنفعل؟ هل يحرم الطرف المصاب نعمة الإنجاب خوفًا من إنجاب طفل يعاني المرض؟ أم يخاطر ويقبل على الإنجاب أيًا كانت النتائج؟
لم يكن الخيارين بالأمر الجيد، لذا كانت تقنية الحقن المجهري أفضل الخيارات المتاحة لـ فحص الجنين من الامراض الوراثيه، وإنجاب أطفال أصحاء حتى وإن كان أحد الأبوين يعاني مرضًا وراثيًا ما.

تجرى عملية الحقن المجهري عن طريق تنشيط مبيضي الزوجة لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات، ومن ثَم سحبها من المبيض وحقن كل بويضة بواسطة حيوان منوي سليم من الزوج.

كيفية انتقاء الأجنة السليمة في أثناء عملية الحقن المجهري

  • من خلال إجراء التقنية يتكو ن عدد لا بأس به من الأجنة يفحص الأطباء بعضها وتخضع إلى تحليل الجينات الوراثية قبل إعادة زراعتها في الرحم للتأكد من عدم انتقال المرض إليها.
  • يجرى فحص الجينات الوراثيه للجنين عن طريق سحب عينة من الخلايا الجنينة المنقسمة بطريقة طبية دون أن تتعرض للتلف أو يلحق الإجراء بها أذى.
  • تخضع العينة المسحوبة للفحص والتأكد من سلامة الجينات والكرموسومات المعروفة بكونها الجينات الحاملة للمرض الوراثي الذي يعانيه الأب أو الأم.
  • في حال التأكد من الإصابة يصرف الأطباء النظر عن الجنين المصاب وتخضع أجنة أخرى للفحص حتى التأكد من سلامة أحدها ثم زراعتها في الرحم.

في مركز رحم نهتم بتوفير الرعاية الكاملة للزوجين خلال مراحل إجراء عملية الحقن المجهري المختلفة، وبالاعتماد على أجهزة فحص حديثة للحصول على نتائج دقيقة من تحليل المادة الوراثية للأجنة المكوّنة والكشف عن الأمراض الوراثية التي أصابتها.